الطفلة المُعجزة… إبتكار جديد لإستغلال الناس
دكة - سحر علي
لايكاد يمر شارع او جولة مرورية او ارصفة المحلات التجارية والمطاعم في ربوع اليمن إلا أنك تجدهم يتوسلون اليك طالبين الحاجة، اطفال في عمر الزهور ينتظرهم مستقبل مظلم شديد السواد لا ملامح له، تختلف الوسائل التي يستخدمها هؤلاء الاطفال في التسول كرمي البيض في الشارع او غسل السيارات، لكن هناك وسائل مبتكرة بدأت في الانتشار في الاونة الاخيرة ، يُحيك خططها الاباء وينفذها الاطفال الصغار، أباء كان من المفترض عليهم تعليم وتهذيب وتربية اطفالهم على حسن الاخلاق والحياة الكريمة لكنهم اصبحوا اداة خبيثة لتعليم اطفالهم سُبل الخداع والإحتيال وطرق استعطاف مشاعر الناس لكسب الاموال والاحتيال عليهم.
في هذا التقرير نستعرض للقارئ الكريم بعض من تلك القصص الخاصة باستغلال الاطفال في عمليات التسول والنصب من خلال قصة الطفلة المعجزة “سمية” التي اشتهرت في مدينة إب وسط اليمن لعلاج حالات البواسير والنواسير بدون عمليات في غضون ثلاثة أيام.
يقول لؤي النزاري ناشط إلكتروني … دائما ادعو الناس لعدم التعاطف مع المتسولون في الجولات والأطفال انت تعلمهم بذلك ان يبتدعو هذه الحِرفه وتصبح عاده سيئة يكتسبون منها بسهولة، ويجب علينا جميعاً ان نتأكد من ظروف المتسول الحدث وان نبحث له وسيلة لكسب العيش ومنع ذويهم بأن يجعلوا مستقبلهم مظلم.
في مطلع شهر اكتوبر 2022 انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي اعلان في مدينة أب اليمنية للطفلة سمية مروان ذات الـ 8 أعوام، يدعوا الناس الى حجز موعد مسبق لدى الطفلة لعلاج حالات البواسير والنواسير بدون عمليات في غضون ثلاثة أيام.
يدعي والد الفتاة بعد ان تواصلنا به بشكل غير مباشر (ان العلاج عبارة عن اعشاب تستخدم في ثلاثه ايام تتمتع الطفلة بكرامة ومباركات من الله ، وان اي شخص يستخدم تلك الاعشاب بطريقته لن يستفيد شيئاً دون مباركة الطفلة.
في منتصف الشهر اعلنت شرطة مدينة اب القاء القبض على والد الطفلة عبر بلاغات من مكتب وزارة الصحة والسكان بالمحافظة وتعهد بعدم ممارسة العمل وعدم استغلال طفلته في خداع الناس ، لكن بعد تواصل مُعد التقرير معه تبين بأنه نقل عيادته الى محافظة تعز.
تقول ” أزال الثور” أخصائية بالتربية الإيجابية ان الطفل بيكتسب معتقداته الاساسية من الاهل المحيطين به ومنهم يتعلم القيم والاخلاق ، دور القدوة اساسية في عملية التربية وتكوين شخصية الانسان، عندما يكون قدوة الطفل يمارس عمليات احتيال ونصب يتعلم الطفل ان الطريق الصحيح لكسب الرزق هو النصب والاحتيال وان من ينجح في التحايل وخداع الناس هو ناجح كما تعلم من قدوته، وبهكذا نكون انشأنا فرد في المجتمع من معتقداته الاساسية الخداع والتحايل والنصب كوسيلة للشعور بالاهمية والنجاح.
القانون هو الوصي الرسمي على الطفل
تشير المادة 147 من القانون اليمني لحماية الطفل لعام 2002 الزام الدولة على حماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال الجنسي والاقتصادي وعليها اتخاذ الاجراءات والتدابير المشددة لحماية الاطفال من مزاولة اي نشاط لا اخلاقي واستخدامهم واستغلالهم في الدعارة او غيرها من الممارسات غير المشروعة.
يقول المستشار القانوني مجدي الفقية في تحليلة القانوني حول قضية الطفلة سمية .. ان ماتقوم به الطفلة سمية يعتبر جريمة نصب واحتيال بتحريض من والدها , ويخضع لقانون العقوبات في فصل أكل أموال الناس بالباطل والذي تصل عقوبته الى السجن لمدة لا تزيد على ثلاث سنوات أو بالغرامة كونه توصل بغير حق إلى الحصول على فائدة مادية لنفسه ولغيره وذلك بالاستعانة بطرق النصب والاحتيال , أما الطفلة سمية فهي تخضع لقانون الاحداث ويعتبر الحدث معرضا للانحراف.
رغم كل الاجراءات التي قامت بها السلطات الرسمية في محافظة إب لمنع والد الطفلة من استغلاله لابنته والاحتيال على الناس إلا اننا فوجئنا بعد التواصل معه بشكل مباشر باستمرارة في هذا الاحتيال في مدينة جديدة ومقر جديد.
الصورة تعبيرية مولدة بالذكاء الاصطناعي