وسائل التواصل الاجتماعي وخطاب الكراهية


دكة - عيسى الراجحي

مع الفضاء الواسع ووسائل الاتصال أصبح العالم قرية واحدة وأتاحت وسائل التواصل الاجتماعي للأشخاص إمكانية مشاركة آرائهم ووجهات نظرهم بشكل سهل وسريع. وقد أسهم سهولة إعداد المحتوى وإخفاء هوية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أحيانا في زيادة محتوى خطاب الكراهية والتهجم والمناطقية والتحريض وغذت الاستقطاب السياسي عبر عشرات المنشورات والتغريدات
وقد أدّى ذلك خلال السنوات الأخيرة الى مواجهة شركات وسائل التواصل الاجتماعي لاتهامات تتعلق بدورها في تضخيم خطاب الكراهية ونشر الأخبار المزيفة وتغذية الانقسام في المجتمع.
مما لا شك فيه ان ظهور شبكات التواصل الاجتماعي ساهم في انتشار خطابات متعددة ومتنوعة تمثلت في خطاب الكراهية والنقد وحرية الرأي بينهما خط فاصل رفيع.
فالأصل في النقد وحرية الرأي والتعبير أن تكون مباحة للجميع وأن يكون لكل شخص القدرة على التعبير عن رأيه بالطريقة التي يريدها وبأي وسيلة يراها مناسبة. وقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لخطاب الكراهية يتجاوز مرحلة التعبير عن الرأي ويدعو إلى التحريض على العنف والشتم والحط من المكانة الاجتماعية للأشخاص. بالإضافة إلى توفير حالة من الاستقطاب بين مؤيد ومعارض في العديد من القضايا من أهمها القيم المجتمعية كالتسامح والمحبة وقبول الأخر ونبذ العنف جنبا الى جنب مع قيم الكراهية والتحريض الطائفي والعنصري والعنف .
هناك العديد من الأسباب لنشوء خطاب الكراهية يأتي في مقدمتها الصورة الخاطئة عن الآخر والخوف من المنافسة والتصور بان الآخر هو العدو. لأولئك الذين يصرون على استغلال خطاب الكراهية لغرس بذور الفرقة في المجتمع اليمني لا بد لنا أن نقول إن التنوع ثروة وليس تهديد.
وختاما يجب علينا الاقتناع والإيمان الثابت بالاحترام المتبادل وان تقبل الآخر كفيل بأن يسمو بنا عما يأتي في عشرات المنشورات والتغريدات التي تُطلق في أجزاء من الثانية وتحث على الكراهية والتحريض ويجب ألا ننسى أبداً أن كل واحد منّا هو في نهاية الأمر” آخر “بالنسبة إلى شخص ما في مكان ما. ولن يكون أيّ إحساس بالأمان إلا وهماً ما دامت الكراهية تعم.
ولن نعيش بسلام مادامت الكراهية في قلوبنا..
دمتم في سلام ..

387